يجدر بي القول ان هذه الخاطرة أخذت تلح علي ذهني منذ اكثر من عام تتقلب بين أفكاري تارة وبين الأدلة والبراهين التي تشير إليها تارة أخري والتي تُذكر أمام عيني أو تصافح أذني معلنة عن نفسها بين الحين والحين
ولقد وجدتها فكرة تبعث علي الإهتمام بل والمراقبة والتدبر والحرص .. ولم تكن أبدا هينة أو سهلة في التعبير عنها كما كنت أظن
يقولون أن كل إناء ينضح بما فيه ويعبر عما في جوفه ، ويقولون أيضا أن من إعتاد علي شيء وألفه سهل عليه طلبه وقتما أراد
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ إبراهيم27
تابع مرة أخري ولاحظ الكلمات باللون الأحمر
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
يقول البيضاوي في تفسيره أن المقصود بالقول الثابت الذي بالحجة عندهم وتمكن في قلوبهم في الحياة الدنيا فلا يزالون إذا فتنوا في دينهم كزكريا ويحي عليهما السلام والذين فتنهم أصحاب الأخدود ، وفي الآخرة فلا يتلعثمون إذا سئلوا عن معتقدهم في الموقف ولا تدهشهم أهوال يوم القيامة
وروي أنه صلي الله عليه وسلم ذكر قبض روح المؤمن فقال ثم تعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه في قبره ويقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلي الله عليه وسلم فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
ويضل الله الظالمين الذين ظلموا أنفسهم بالاقتصار على التقليد فلا يهتدون إلى الحق ولا يثبتون في مواقف الفتن ويفعل الله ما يشاء من تثبيت بعض وإضلال آخرين من غير اعتراض عليه
إن كنت لم تتدبر هذه الآية من قبل ولم تلحظ ما تطوي حروفها من معاني أو رسائل أرسلها الله لعباده المؤمنين فتدبر فيها وأمعن النظر وقارن ولاحظ وسئل نفسك . هل أمضيت عمرك مشتغلا بعبادة الله بما تحمله الكلمة من إحاطة وبما تشمله من كل صغائر ودقائق وكبائر المواقف ، واهتممت بصيانة نفسك عن فعل المعاصي ولزوم طاعة الله ورسوله فتكون أهلاً للعمل بمقتضي كلمة التوحيد والثبات علي معتقدها قولا وعملا واعتقادا وتصديقاً
هل كنت أهلاً لـ لا إله إلا الله فمشيت عمرك في الحياة بها وثبتك الله وأماتك عليها كما أوصاك فقال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ آل عمران102
أم كنت في زمرة الذين أخذهم النسيان عن طريق الرحمن وسبل بلوغ الجنان فلا ثبات أدركت ولا معتقدا أعتقدت
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ الأنعام44
في سكرات الموت إذا بلغت الروح الحلقوم وغرغرت بها ، هل ستنتبه أم أن هول اللحظة سيشغلك
تفتكر .. هتفتكر
لا إله إلا الله
محمد رسول الله
؟؟؟
[i][u][center]